Tuesday, March 27, 2012

حدوتة قبل النوم .... قطر الحياه


اصبحت اغاني احمد مكي (التي يغنيها بطريقه الراب عادة) احد مصادر الالهام لشريحه كبيره من الشباب وكذلك مكي نفسه من خلال تقليد حركاته ومظهره ... بل واستعمال عباراته الشهيره خلال ادواره ... وقد حرص مكي علي وجود رساله تطرح في كل عمل يقوم خلالها بالتاكيد علي فكره تغرس قيمه داخل نفوس متابعيه .... وفي اخر اعماله اجد ان هناك سقطه قد حولت اتجاه الفكره المطروحه وغيرت معني الرساله ......بالرغم من جوده الصياغه وحسن الاداء ... الا ان الاعداد سقط في خطاء كبير .... نوع المخدر المستخدم في الكليب لتوصيل الرساله قديم جدا ويكاد يكون اندثر .... حيث ان المخدرات عن طريق الحقن الوريدي كان منتشره في مصر في مطلع الثمانينات من القرن الماضي وكانت تتمثل في نوعين هما المورفين والماكس ( الماكس فورت) ..... وطبعا كانت مدة انتشارهما غير طويله نتيجه صعوبه التداول والتعاطي (هناك بعض الناس تخشي الحقن) ....كما ان الظهور القوي للهيروين والكوكايين (البودره) وتاثيرهما السحري جعل منها اسطوره يسعي الجميع للدخول في عالمها.... وفي مطلع التسعينات ظهر المخدر الاكثر رواجا وانتشارا بين الشباب (الشريحه الموجه لها الرساله في الكليب) وهو البانجو .... الذي اصبح يباع في كل مكان وبمختلف الاسعار حتي انه يمكن زراعته فوق الاسطح مما جعله في متناول الجميع .... ولا ننسي الصنف المتربع علي عرش الكيف عند المصرين مع اختلاف شرائحهم العمريه و طبقاتهم الاقتصاديه وهو الحشيش .... اي ان الغالبيه العظمي تتعاطي المخدرات الان عن طريق التدخين (سجائر ملغمه او ملفوفه او شيشه) .....مما جعل الكليب يظهر نوع غير منتشر واسلوب لم يعد يستعمل فاصبح الضياع والدمار (اللذين هم النتيجه المطلوب توصيلها للمتلقي بهدف التنفير) يرتبط ذهنيا بحقبه قديمه ولعادات سلوكيه سيئه لا تمارس .... فاصبح الكليب كحدوته قبل النوم يستمع اليها الشباب وهم يدخنون البانجو باستمتاع ويحمدون الله ان لديهم البانجو والحشيش اللذي لا يؤدي الي الادمان والهلاك ..... وهكذا خسرت الرساله المضمون الاجتماعي والبعد الاخلاقي واللذين هما الهدف الاساسي منها.