Monday, August 1, 2016

عرض – إقتناع – قبول

 
أخذت تداعب خصلات شعرها في حركات دائريه متململه وتمط شفتيها مع هزه خفيفه لرأسها في محاولة لاظهار قليل من الاهتمام والمتابعه ... وبينما كان هو غارق في رومانسيته المعتادة .. قطعت سيل العواطف وكلمات الحب والغزل
وقالت : احمد ما بدري شو اقول لك ، انت شخص رائع و اي مره بالعالم تتمناك ..  لكن اسمح لي انا مو حاسه باي انجذاب نحوك .. صحيح انك بتقول انك عم بتحبني لكني ما عم بشعر نحوك باي عاطفه.
مع تكرار الصدمات تكتسب مناعة .. او هكذا يقولون ... كانت هذه المره مختلفه .. فالصدمه لم تكون في الرفض او في الاسلوب او الطريقه ... الصدمه كانت نتيجة عدم توقعها بالمره لانه ايقن انها اختيار مناسب ومشاعره نحوها صادقه ... فهذه المره لم يبوح او يصرح بما في قلبه الا بعد عناء وتفكير وحسابات .. الصدمه كانت نتيجة الثقه المفرطه وتوقع التوافق التام والانجذاب الشديد ... او هكذا اعتقد !!
صمت لفتره نتيجة وقع كلماتها ثم ابتسم
وقال : أتدرين ... هناك قصه تكررت مرتين لا انفك في استعادة احداثهما واتسال ... كيف يمكن ان يكون الرجل مقنعا لهذا الحد ... نظرة اليه في دهشه واردفت : لا افهم عما تتحدث ... اتسعت ابتسامته ومال نحوها وهمس .. كيف يمكن لرجل ان يقنع امراه بان تتخلي عن حياتها وتتبعه كليا .. بل ويقودها في طريق الضياع وهي تعلم ذلك وبالرغم من هذا لا تعترض او ترفض .... كانت كلماته المبهمه ونظراته الغريبه غير مناسبه للموقف بالمره .. ولكنها تابعته في اهتمام كنوع من التعاطف لانها تدرك ان كلماته ما هي الا تبعات الصدمه .... امال جسده متكئا علي المقعد في ارتياح وقال: كان هناك في احد الفنادق موظفة استقبال شابه .. جميله ... تعمل بنشاط وتحاول ان تسعي لمستقبل افضل .. ولكن يبدو ان الرجل المناسب .. ودعيني ان اطلق عليه "سيد الاقناع" قد راي فيها شيء اخر ... فتقدم منها بكل بساطه واخبرها بانها يجب ان تمتهن تمثيل الافلام الايباحيه ... والغريب انها وافقت بكل سهوله كما لو كان يدعوها لشرب القهوه .
نظرة اليه بانزعاج وقالت ماذا تقصد .... بدت علي ملامحه الجديه وقال ان هذه كانت القصه الاولي وبالرغم من اختصارها فهي تمثل له علامة استفهام كبيره ولكنها لا تقل غرابه عن القصه الثانيه ... واللتي بطلتها ايضا فتاه جميله و شابة .. تعمل كذلك بكل اجتهاد في مطعم وجبات سريعه ... ويبدو ان "سيد الاقناع" قد وجد ضالته فيها .. اذا توجه اليها واعطي لها ملاحظه بسيطه انه يجدها مناسبه للعمل بالافلام الايباحيه ايضا !!!
ولا داعي لان أكمل القصه فقد إنتهت عند هذا الحد ... كيف يمكن أن تكون الحياه بهذا السهوله ... عرض – إقتناع – قبول ... عندما يتعلق الامر بشيء علي هذا القدر من السوء ... ولكني لا أخفي اعجابي بمثل هؤلاء ممن هم "سيد الاقناع" ... فالامر لا يتوقف عند القدره علي الاقناع ولكن ايضا في الاختيار فاذا عرفتي ان بطلة القطة الاولي هي الممثله (جيانا مايكلز) والتي تحولت من موظفة استقبال في احد الفنادق الي افضل ممثلة ايباحيه لعام 2007 .. وبطلة القصه الثانيه هي (مايا خليفه) والتي اصبحت الممثله الاكثر طلبا بمحركات البحث لعام 2015 ... اعلم انني تطرقت لامثله متطرفه واعتذر عن هذا ... ولكن في الحياه هناك الكثير من "سيد الاقناع" الذي علم كيف يختار ويضع الاستراتيجيه ويتقدم بالعرض الذي لا يمكن رفضه كما يقولون ... كيف يفعلون هذا بتفكير وتصرف مادي جامد يخلو من اي عاطفه ... وكيف افشل انا .. مع هذا الرصيد من العاطفه
كانت قد بلغت ذروه الضجر من كلماته واجتاحها شعور بان الموقف قد تحلول لدراما سخيفه فهمت بالانسحاب ولكنها ارادت ان يكون انسحاب مدروس لتلافي اي الم قد تسببه فحاولت التخفيف عنه وقالت وهي تهم بالقيام ... انت اوضحت الاجابه علي كل تساؤلاتك ... "سيد الاقناع" يحسن الاختيار.